أخبار

الذّكرى السنويّة لاستشهاد المفكر الإسلامي آية الله الشّهيد السّيد حسن الشّيرازي (قدس سره) مؤسّس الحوزة العلميّة في سوريّة.

16/جمادى الآخره/1439هـ  ــ الموافق  6 / 3 /  2018 م.

بمناسبة الذكرى السنويّة لاستشهاد آية الله السّيد حسن الشّيرازي (قدس سره) مؤسّس الحوزة العلميّة في سوريّة أقيم حفلاً تأبينياً في حسينيّة الحوزة العلميّة الزينبيّة في السّيدة زينب (عليها السلام) ، وقد ألقيت في الحفل التأبيني عدة كلمات ومشاركات، فشارك طلاب الحوزة العلميّة الزينبيّة بكلمةٍ ألقاها بالنيابة عنهم سماحة الشيخ باقر صطوف ، وشارك فضيلة الأستاذ الشاعر ابراهيم جواد بقصيدة متميّزة عن الشهيد السعيد ، ومشاركة بكلمة لأحد وجوه دمشق وعلمائها سماحة الشّيخ أحمد شيخو ، وكلمة أهل الساحل السوري لسماحة الشّيخ محمد رضا حاتم ، أمّا كلمة الحوزة العلميّة الزينبيّة فألقاها سماحة الأستاذ الشّيخ نجاح النويني ، وقد بدأ الإحتفال التأبيني بتلاوة من الذكر الحكيم ألقاها السّيد القارئ مهدي قيّوم ، وكان في عرافة الإحتفال التأبيني وتقديم المشاركين سماحة الشّيخ محمود العداي ، والختام كان مع مجلس العزاء الحسيني بصوت سماحة الشّيخ مصطفى النّصراوي ، وقد حضر الاحتفال التأبيني الفضلاء والعلماء وممثّلي مكاتب المراجع العظام والشّخصيات السّياسية وجمع غفير من المؤمنين.

 

كلمة الحوزة العلميّة الزينبيّة التي ألقاها سماحة حجة الإسلام الأستاذ الشّيخ  نجاح النويني في الذكرى السنويّة التّاسعة والثّلاثون لاستشهاد آية الله السيّد حسن الشّيرازي (قدس سره):

 

بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

أصحاب السماحة السادة العلماء الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله (ص) (أشرفُ الموت قتلُ الشهادة)

الشهيد السيد حسن في ذكراه

يُطِلّ الشهيد السيد حسن الشيرازي في ذكراه التاسعة والثلاثين عملاقاً يعبر المدى حاملاً دماءه بين يديه وفاءً لعهده. ومن الوفاء الحديث عن الوفي الذي زرع فينا بذرة الخير وأنمى فينا عوامل الرقي والسمو وأخذ بأيدينا نحو مدارج الكمال والرفعة والتعفف والزهد والورع والتقوى والعلم النافع والأدب الجم الرفيع.

ومن الوفاء أيضاً وعرفان الجميل أن نحي ذكراه إذ في إحيائها تجسيد للمثل العليا والقيم السامية التي تجسدت في ذاته وفي مسيرة حياته.

كان الشهيد السعيد آية الله السيد حسن الشيرازي رضوان الله تعالى عليه مزيجاً فريداً بين التقوى والزهد وبين الفكر الصائب والنظرة الثاقبة والعطاء المتجدد وبين العمل الجاد الصالح والخدمات الكثيرة المتنوعة في ساحات الحياة وبين الشجاعة والموقف الثابت والإرادة الصلبة والوقوف في وجه أعتى الحكام الطواغيت والحكومات الظلمة المستمدة دفاعاً عن قضاياه العادلة التي آمن بها وذباً عن حياض الدين وشريعة سيد المرسلين (ص) ونصرة للمظلومين فكان هاجسُهُ الإسلامَ وهمّهُ اليومي الإسلامَ وكان الكاتب والمفكر بحجم قضيته إلى درجة التفاني والفناء فيها حتى غدا كأنّه هو القضية وكأنها هي هو

والفكر وحده بلا جهاد وعمل نوع من الترف والسفسطة الكلامية التي لا معنى لها لذا رأيناه يمزج بين حكمة الفكر وحكمة الحسام ليصنع من هذا المزيج خطةً لعمل جهادي وفكري ولما كان الفكر كلمة والكلمة هي مبدأ الحياة ومنتهاها  وهي التي حملت الوحي واستشرفت مرافئ الأسرار جعلها في موسوعة ابتدأ بها بكلمة الله وثناها بكلمة الرسول ثم كلمة الآل ثم كلمة الأصحاب وهكذا.

ولم تكن كتاباته مقتصرة على ذلك بل كان له إلى جانبها الشعر إذ وجد فيه وسيلة لإثارة  حماس الجماهير لذا تنوعت أشعاره عن قضايا الأمة واحتلت فلسطين مساحة واسعة في أشعاره.

فالفكر عن السيد الشهيد رسالة ورسالته إيقاظ الأمة وجعلها بمستوى التحديات .. وعندما رأى أن التحدي الكبير الذي يواجه الأمة هو وجود الحكومات الظالمة وقف قبال هذه الحكومات حاملاً راية الجهاد ولم يتوان في ذلك ولو زُج به في طوامير السجون ونُكّل به أشد التنكيل.

وعندما رأى التحدي الكبير متمثلاً بالوجود الصهيوني انتقل الى لبنان بعد إطلاق سراحه من السجن وخروجه من العراق حيث كانت أرض لبنان الموقع المناسب لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ففكر الشهيد السيد حسن رضوا الله عليه بعين خطته وجهادُهُ بعين حركته وبالخطة والحركة استطاع أن يترك بصماته في كل أرضٍ وقف عندها فمن لبنان إلى أفريقيا إلى دمشق العروبة التي اختارها موقعاً لجهاده العلمي لكون الجمهورية العربية السورية تعد بوابة الى العالم العربي والإسلامي بل العالم الإسلامي بأسره فهي كانت ومازالت جسراً بين العالمين العربي والإسلامي وقد استثمر هذا الموقع الاستراتيجي فأنشأ الحوزة العلمية الزينبية البذرة الأولى للحوزات وعبر هذه الحوزة المباركة اُنشئت حوزات في بلدان أخرى كالسعودية والكويت ولبنان وبعض الدول الأفريقية واستطاعت هذه المؤسسة العلمية أن تمد مختلف البلدان بطاقاتٍ علمية في مختلف التخصصات الاسلامية.

ولقد أظهر الشهيد السعيد من خلال تأسيس هذه الحوزة نفوذ بصيرته وفكره الثاقب واستشرافه للمستقبل كما كان ظاهراً ذلك كله في جميع أعماله ونشاطاته التي قام بها.

وسيُخلد التاريخ ذكرَ هذا الشهيد لأنّ عمله كان خالصاً لله وفي سبيل الله وما كان لله ينمو.. رحم الله الشهيد السعيد والسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .    


كلمة طلاب الحوزة العلميّة الزينبيّة التي ألقاها سماحة الشّيخ باقر صطوف في مناسبة الذكرى السنويّة التّاسعة والثّلاثون لاستشهاد آية الله السيّد حسن الشّيرازي (قدس سره):

 

     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى أل بيته الطيبين الطاهرين , السلام عليكم أيها الجمع الكريم ورحمة الله

   نرحب بضيوفنا الكرام وسادتي العلماء وأساتذتي الأفاضل الذين وفدوا الينا من المناطق السورية المختلفة ليشاركونا هذا الحفل التأبيني فأهلا وسهلا بكم…

   إننا اليوم نحيي الذكرى (39) لاستشهاد الشهيد السعيد آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) الذي استشهد عصر يوم الجمعة في (16) من شهر جمادى الثانية عام (1400) هجري، والذي أمضى عمره الشريف في إحياء كلمة لا إله الا الله فدعا الناس على طول أيام حياته للتمسك بحبل الله سبحانه وتعالى وما فتئ يضحي ويجاهد في احياء علوم أهل البيت عليهم السلام على مر الأيام والسنين حتى نالته يد الغدر والعدوان فقضى شهيداً ملتحقاً بركب الأنبياء والصالحين إلى جوار محمد وآل محمد , كان آية الله الشّهيد نموذجاً في الأخلاق الاسلامية فكان متواضعا جدا مع مختلف أصناف الناس , عذب المنطق , حسن الأخلاق , رصين الشخصية , ذا وقار وهيبة وكان هدفه الوحيد هو الله سبحانه و تعإلى .

كان السيد حسن رضوان الله عليه كتلة ً من النشاط  والعلم وكان أينما ذهب نشر علوم اهل البيت عليهم السلام ,وكان السيد الشهيد مشغوفا بالعمل لخدمة الدين والمذهب فكان أينما ذهب خلًف أثرا ملموسا , فقد بنى وأسس في كثير من البلدان المساجد والحسينيات والمكتبات كما فعل في سيراليون وساحل العاج وافريقيا ولبنان وسوريا,  فقد أنشأ هذا الصرح المبارك هذه الحوزة العلمية حتى تُخرج جيلا مثقفا واعيا لينشر علوم أهل البيت في كل أصقاع الأرض , فتحمل ما تحمل من المشقة والتعب حتى أنشأ هذه الحوزة العلمية فكانت هذه الحوزة هي اللبِنَة الأولى في إنشاء وتأسيس باقي الحوزات العلمية في سوريا .

وكانت من وصاياه الأخيرة لأهل العلم والفضل هي  المحافظة على الحوزة العلمية الزينبية إلى أخر نفس موجود لديهم , حتى تُخًرج المبلغين والخطباء والكُتَاب والفقهاء والمجتهدين , ومن هنا نَذكر بعض المهمات الواقعة على عاتقنا كوننا من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام مدرسة محمد وأل محمد .

فيلزم علينا كوننا أتباع لأهل البيت عليهم السلام أن ندعوا إلى التخلق بأخلاقهم وأن نجتهد على أنفسنا حتى نرقيها لأعلى المراتب , وما نأمله من الناس عامة ومن الموجودين خاصة أن نكون دعاة للتمسك بحبل الله وبحبل العترة الطاهرة بأفعالنا قبل ألسنتنا ونتذكر قول الإمام الصادق عليه السلام ( كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا ) كما كان كذلك سماحة الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي رضوان الله تعالى عليه , لأجل أن نوصل صورة الاسلام الحقيقية إلى كافة أنحاء العالم كما فعل الشهيد السعيد رضوان الله عليه فإن أعداء الإسلام والمسلمين لم يترددوا للحظة واحدة حتى  يشوهوا صورة الإسلام باسم الاسلام خصوصا ما مر على بلادنا في هذه السنوات السبع فيجب علينا أن نصحح هذه الصورة بأفعالنا قبل أقوالنا كما كان يفعل أئمتنا عليهم السلام .

وأيضا أوجه كلامي إلى كل مسلم يسمعني واطلب منه أن نسير في طريق تحصيل رضا الله عز وجل فما لله ينمو وان نسير على نهج العلم العلماء في اقتناء العلم  وان نطلب العلم بكل اصنافه حتى نستطيع النجاة من مضلات الفتن فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ( اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة ) وإذا اردنا ان نكتسب العلم حقاً لا بد لنا من السير في الطريق الصحيح طريق محمد وآل محمد.

واطلب أيضا من كل من يسمعني ان نسعى في تقدير علمائنا الذين أفنوا عمرهم الشريف في اكتساب العلم ونشره والذين أضاءوا لنا الطريق حتى نصل ونكمل المسيرة عنهم ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن نُوفق في اكمال هذه المسيرة …

ومن هذا المكان المبارك وبإسمي وباسم طلبة الحوزة العلمية الزينبية نعاهد الله ان نكمل المسيرة على إثر السيد حسن ونجتهد في طلب العلم وتبليغه , ومن هنا ايضا نشكر العائلة الكريمة التي كانت وما زالت هي المنارة في نشر علوم أهل البيت عليهم السلام خصوصا أية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ويلزم علينا ان لا ننسى تقديم الشكر إلى جميع العلماء الذين كانوا مع السيد حسن الشيرازي في انشاء هذه الحوزة رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين  , واذَكر نفسي واُذكركم أن الدور الأن في نشر العلم لنا فيجب أن نحذو حذوهم في العلم والخُلق والتحقيق والتدقيق والاجتهاد حتى نردً ما يرد على هذا الدين من شبهات باطلة لتوهين الدين , وهيهات هيهات لم ولن يستطيعوا ذلك طالما هناك مِن العلماء من هم كالسيد حسن في فكره وفي جهاده  , فنأمل من الله ان يديم عليهم العافية وأن يمدهم بالعمر المديد.                            

     وأختم كلامي فأقول:

    رغم المصائب والمآسي والمحن        ومرور أيام السنين من الزمن

   ستبقى  في الأعماق  حياً ماثلا          ومرافقاً لأنين آهات الشجن

  نورا بنا تسعى  بروحك بيننا               أن  تسألوني  قل لنا بالله من

  سأُجيب عن محبوبِ قلب ٍ والهٍ         من كربلا قد شع سيدنا حسن

        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

قصيدة الأستاذ الشاعر ابراهيم جواد بمناسبة الذكرى السنويّة التّاسعة والثّلاثون لاستشهاد آية الله السيّد حسن الشّيرازي (قدس سره):(صور):

 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى