البشارة والإتحاف

الصفحة السابقة الصفحة التالية

البشارة والإتحاف

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 21

 

- 3 -

 فصل

 ابن تيمية يثبت استقرار الله على العرش ويجوز استقراره على ظهر بعوضة والألباني يخالف عقيدة الاستقرار هذه ويعتبرها بدعة

 اعلم أن ابن تيمية يقول باستقرار الله - سبحانه وتعالى عما يقول على العرش، والألباني يخالف ذلك فيقول بأنه لا يجوز اعتقاد الاستقرار وإليك ذلك مختصرا: قال ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية) (1 / 568): (ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، فكيف تنكر أيها النفاج إن عرشه يقله....) (5).

(هامش)

لا يستطيع أي إنسان عاقل أن ينكر ذلك، ولا أن يقول ليس هذا كلام ابن تيمية إنما هو نقل، وذلك لأن ابن تيمية مقر مقرر لهذا الكلام لم ينكره بل هو حاض عليه!! فقد ذكر ابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) ص (88) طبعة = (*)

ص 22

وكذلك صرح بلفظة الاستقرار التي لم ترد في كتاب ولا في سنة ابن عثيمين حيث قال في (شرح لمعة الاعتقاد) ص (41): (وهو استواء حقيقي معناه العلو والاستقرار...) ا ه‍. رد الألباني على ذلك: قلت: وقد رد الألباني عقيدة الاستقرار هذه التي يقول بها ابن تيمية ومقلدوه بكل صراحة في مقدمة (مختصر العلو) ص (17 الطبعة الأولى) 1401 ه‍ حيث قال: [ولست أدري ما الذي منع المصنف - عفا الله عنه - من الاستقرار على هذه القول، وعلى جزمه بأن هذه الأثر منكر كما تقدم

(هامش)

= هندية ما نصه: (كتابا الدارمي - النقض على بشر المريسي والرد على الجهمية - من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها، وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية... يوصي بهما أشد الوصية ويعظمهما جدا، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما) ا ه‍. وقد أثبت هذه الفقرة حامد الفقي على خلف صفحة الغلاف الداخلي لكتاب (رد الدارمي على بشر المريسي) فتنبه. (*)

ص 23

عنه، فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل، وهذا يستلزم نسبة الاستقرار عليه لله تعالى وهذا مما لم يرد، فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل] ا ه‍. فتأملوا جيدا!! فهل الحق في هذه المسألة والصواب مع ابن تيمية الذي يثبت الاستقرار أم مع الألباني الذي ينفيه؟!! ولماذا يختلفان في هذا الأصل العقائدي الخطير؟!! ومن منهما الذي أصابه في توحيد الأسماء والصفات والاختلال؟!!

ص 24

 

- 4 -

فصل

 ابن تيمية وابن القيم يقولان بقعود الله على العرش والألباني ينكر عقيدة القعود

 قال الحافظ أبو حيان في تفسيره (النهر الماد) (6) (1 / 254) ما نصه: [وقرات في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا وهو بخطه سماه كتاب العرش: إن الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلي منه مكانا يقعد فيه معه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحيل عليه التاج محمد بن علي بن عبد الحق البارنباري وكان أظهر أنه داعية له حتى أخذه منه وقرأنا ذلك فيه]. ا هـ‍ فتأمل!! - البشارة والإتحاف - حسن بن علي السقاف : قلت: كتاب العرش هذا غير الرسالة العرشية المطبوعة.

(هامش)

(6) طبع دار الفكر / معتمد الطباعة والنشر والتوزيع: دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية الطبعة الأولى 1407 ه‍ 1987 م. (*)

ص 25

وقد أثبت هذه العقيدة ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد) (4 / 39) حيث قال: [فائدة: قال القاضي: صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي (صلى الله عليه وسلم) وذكر فيه إقعاده على العرش...] ثم قال ابن القيم بعد: قلت: وهو قول ابن جرير الطبري وإمام هؤلاء كلهم مجاهد إمام التفسير وهو قول أبي الحسن الدارقطني، ومن شعره فيه: حديث الشفاعة عن أحمد * إلى أحمد المصطفى مسنده وجاء حديث بإقعاده * على العرش أيضا فلا نجحده امروا الحديث على وجهه * ولا تدخلوا فيه ما يفسده ولا تنكروه أنه قاعد * ولا تنكروا أنه يقعده (7)] انتهى كلام ابن القيم من كتابه (بدائع الفوائد).

(هامش)

(7) ما شاء الله على هذه العقيدة!! وهنيئا لك يا ابن القيم بها!! ألا يعتبر هذا من الاطراء المذموم الذي ينهى من يدعي السلفية غيرهم عنه؟!! والذي نهانا عنه سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم؟!! والذي فيه التشبيه بعقيدة النصارى القائلين إن لله ولد!! = (*)

ص 26

إنكار الألباني لذلك ورده عليه: إعلم أن الألباني رد هذه العقيدة في مقدمة (مختصر العلو) ص (20) حيث قال: [قلت: وقد عرفت إن ذلك لم يثبت عن مجاهد، بل صح عنه ما يخالفه كما تقدم. وما عزاه للدارقطني لا يصح إسناده كما بيناه في (الأحاديث الضعيفة) (870) (8) وأشرت إلى ذلك تحت ترجمة الدارقطني الآتية. وجعل ذلك قولا لابن جرير فيه نظر].

(هامش)

= ورحم الله البوصيري حيث قال: دع ما ادعته النصارى في نبيهم * واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم ومن المؤسف له جدا!! أن بعض المعاصرين الذين لا يميزون بين النقير والفتيل!! يذكر هذا عن ابن القيم ويعتبرها خصوصية عجيبة وغريبة!! فيا للغرابة ويا للعجب!! ولا حول ولا قوة إلا بالله!! (8) قلت: الصواب برقم (865) من الطبعة الثانية سنة (1404 ه‍) والنظر التعليقات على كتاب (البرهان في رد البهتان والعدوان) [الذي نشره المكتب الإسلامي / زهير الشاويش / بإشراف أعضاء قسم التصحيح في المكتب الإسلامي / الطبعة الأولى 1413 ه‍] ص (37) وتأمل. (*)

ص 27

ثم قال الألباني في آخر تلك الصحفية: [وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة، ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة، فيا ليت المصنف إذ ذكره عنه جزم برده وعدم صلاحيته للاحتجاج به، ولم يتردد فيه]. انتهى كلام الألباني فتأمل!! فالآن من هو المحق ابن تيمية وابن القيم اللذان يثبتان قعود الله على العرش وإقعاد سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة بجنبه أم الألباني النافي لذلك الذي يقول: (لا يجوز أن يتخذ هذا - دينا وعقيدة)؟!! تفكروا في الأمر جيدا!! وأفيدونا يرحمكم الله؟!!

ص 28

 

- 5 -

 فصل

 الألباني يصف ابن تيمية بأنه جرئ على تكذيب الحديث الصحيح

أورد ابن تيمية حديثا في (منهاج سنته) (4 / 86) فيه فضل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، فادعى بأنه لم يصح اعتمادا على ابن حزم حيث قال ابن تيمية: [وأما قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فليس هو في الصحاح، لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته...] ثم قال نقلا عن ابن حزم بزعمه!!: [قال: وأما (من كنت مولاه فعلي مولاه) فلا يصح من طريق الثقات أصلا]. ا ه‍ قلت: هذا الحديث متواتر نص الذهبي على ذلك في (سير أعلام النبلاء) (8 / 335).

ص 29

رد الألباني على ابن تيمية في هذه المسألة: قال الألباني في (صحيحته) (5 / 263): [فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في (منهاج السنة) (4 / 104) كما فعل بالحديث المتقدم هناك]. ثم قال في الأخير: [فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث، إلا التسرع والمبالغة في الرد على الشيعة...]. انتهى كلام الألباني فتأمل!! [تنبيه مهم جدا]: الألباني لا يعول على تصحيح ابن تيمية ولا على تضعيفه للأحاديث بل ينصح طلاب العلم أن لا يعولوا عليه أيضا ويؤكد الألباني عليهم ذلك ومن أمثلته: قوله في (صحيح الكلم الطيب) لابن تيمية (صحيفة (4) الطبعة الرابعة 1400 ه‍) ما نصه:

ص 30

(أنصح لكل من وقف على هذا الكتاب أو غيره أن لا يبادر إلى العمل بما فيه من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوتها، وقد سهلنا له السبيل إلى ذلك بما علقناه عليها، فما كان ثابتا منها عمل به وعض عليه النواجذ وإلا فاتركه...) انتهى فتأمل!! فالألباني يقول بصراحة: ارجعوا لي في الحديث ولا ترجعوا إلى شيخ الإسلام!!! ابن تيمية!! فيا للعجب!! فعلى من ينبغي أن يعول طلاب العلم على تصحيحات وتضعيفات ابن تيمية أم الألباني؟!!

ص 31

 

- 6 -

 ابن تيمية ينكر المجاز وبعض المتعصبين له يبالغون فينكرون المجاز في القرآن والألباني يثبته

 إعلم يرحمك الله تعالى أن ابن تيمية أنكر المجاز وبين بطلان تقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز كما أثبت بطلان قول من قال (إن اللفظ إذا لم يكن معه قرينة دل على أنه حقيقة وإن لم يدل إلا معها فهو مجاز) وله في ذلك نصوص كثيرة منها قوله في كتاب (الإيمان) ص (109) (9): (وقولهم: اللفظ إن دل بلا قرينة فهو حقيقة، وإن لم يدل إلا معها فهو مجاز، فقد تبين بطلانه) ا ه‍. وتلميذ ابن تيمية وهو ابن القيم يعتبر المجاز في كتابه (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة طاغوتا فيقول (كما في

(هامش)

(9) طبع المكتب الإسلامي الطبعة الثالثة (1408 هـ ‍ - 1988م). (*)

ص 32

مختصر الصواعق المرسلة أول الجزء الثاني ص 2) ما نصه. (فصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء والصفات وهو طاغوت المجاز)!! مع أن اسم كتاب ابن القيم مجازي لأن كتابه ليس صواعق ومن راجع قواميس اللغة لن يجد أن معنى صواعق هو كتاب أو مصنف لابن القيم!! مع أن ابن القيم متناقض!! في هذه المسألة لأنه أثبت المجاز في القرآن وجاء له بأمثلة وكذا في لغة العرب بكل توسع في كتابه (الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن وعلم البيان). أنظر (الفوائد المشوقة) من ص (10 - 12) وما بعدها!! وتأمل!! فيا للعجب!! مخالفة الألباني لابن تيمية في هذا: قال الألباني في مقدمة (مختصر العلو) ص (23) في الحاشية ما نصه:

ص 33

[قرائن المجاز الموجبة للعدول إليه عن الحقيقة ثلاث: العقلية كقوله تعالى (واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) أي أهلهما؟. ومنه: (واخفض لهما جناح الذل) الثانية: الفوقية مثل (يا هامان ابن لي صرحا) أي مر من يبني، لأن مثله مما يعرف أنه لا يبني. الثالثة: نحو (مثل نوره) فإنها دليل على أن الله غير النور. قال أهل العلم: وأمارة الدعوة الباطلة تجردها عن أحد القرائن، أنظر (إيثار الحق على الخلق) (ص 166 - 167) للعلامة المرتضى اليماني]. انتهى فتأمل!!

ص 34

 

- 7 -

فصل في

عرض اختلافهم في إثبات الصورة في حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن)

 إعلم يرحمك الله تعالى أن ابن تيمية يقول بثبوت حديث (أن الله خلق آدم على صورة الرحمن) بهذا اللفظ في كتابه (التأسيس في رد أساس التقديس) وهذا الذي يتبناه أتباعه أو مقلدوه الآن حتى ألف أحدهم وهو حمود التويجري كتابا في إثبات ذلك سماه: (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) (10)!! وقرظه له عبد العزيز بن باز كما يجده مطالع الكتاب في الصفحات الأولى

(هامش)

(10) ولا أتصور أن هناك منزه أو موحد يتخيل أن سيدنا آدم عليه السلام وبالتالي ذريته التي تشبهه مخلوقة على صورة الرحمن سبحانه وتعالى!! وإذا لم تكن هذه العقيدة هي التشبيه والتجسيم بعينه فما أدري ما هو التشبيه والتجسيم بعد ذلك!! نسأل الله تعالى الهداية. (*)

ص 35

منه!! وعلى كل حال فالذي ينبغي علمه هنا إن حمود التويجري رد على الألباني تضعيفه لهذا اللفظ الوارد في الحديث الذي فيه (على صورة الرحمن) وأثبته حيث قال ص (21) من الكتاب الأنف الذكر: (وقد ادعى الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم إن هذا المرسل أصح من الموصول، وهذه دعوى لا دليل عليها فلا تقبل). ا ه‍ وقال التويجري ص (22) أيضا: (والجواب عن هذا التعليل من وجوه أحدها أن يقال: إن العلل التي ذكرها ابن خزيمة والألباني واهية جدا). [وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في كتابه الذي سماه (نقض أساس التقديس) ما رواه الخلال عن إسحاق بن راهويه ثم قال فقد صحح إسحاق حديث ابن عمر مسندا خلاف ما ذكره ابن خزيمة] ا ه‍. ثم قال ص (25):

ص 36

(فلا ينبغي أن يلتفت إلى تضعيف ابن خزيمة له فضلا عن تضعيف الألباني له تقليدا لابن خزيمة...) ا ه‍ رد الألباني على ذلك صريحا: قلت: أورد هذا الحديث الألباني في (ضعيفته) المجلد (3) برقم (1175) و(1176) وحكم على الأول بأنه منكر وعلى الثاني بأنه ضعيف ثم ختم بحثه في الحديث الثاني بقوله: (وهو ضعيف من طريقيه، ومتنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة) ا ه‍. فتأملوا!!

ص 37

 

- 8 -

 فصل في

 عرض الخلاف بينهم في معية الله تعالى فبعضهم يقول هو مع خلقه حقيقة وبعضهم ينفي ذلك ويراه بدعة

 أثبت ابن تيمية ومن تبعه بأن صفة العلو أو الفوقية فوقية حقيقية وأن معية الله تعالى لخلقه بالعلم، فقال في كتابه (الرد على أساس التقديس) (1 / 111): (والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة) ا ه‍. وقد اختلف في ذلك اثنان من أتباع ابن تيمية أو مقلديه وإليك ذلك: قال ابن عثيمين في كتابه الذي سماه: (عقيدة أهل السنة

ص 38

والجماعة) (11) ص (9) ما نصه: (ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ا ه‍. وقال في فتوى له - ابن عثيمين - بتاريخ 24 / 6 / 1403 ما نصه: (فعقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به وتقتضي إحاطته بكل شيء علما وقدرة وسمعا وبصرا وسلطانا وتدبيرا...) الخ. ثم قال: (قال مقررا له ومعتقدا له منشرحا له صدره ولله الحمد محمد الصالح العثيمين في 24 / 6 / 1403 ه‍). وقد رد عليه المدعو علي بن عبد الله الحواس في رسالة سماها: (النقول الصحيحة الواضحة الجلية - عن السلف الصالح في معنى المعية الإلهية الحقيقية) وهو مطبوع في الرياض مطابع الخالد!! وكذلك رد عليه عبد الله بن إبراهيم القرعاوي في رسالته

(هامش)

(11) طبع مكتبة المعارف / الرياض توزيع: دار الكتب السلفية بالأزهر القاهرة. وفي مقدمتها تقريظ لابن باز وقد بلغنا إن مؤلف كتاب (عقيدة أهل الإيمان) له كتاب في تحريم الأكل بالملاعق!! فسبحان قاسم العقول!! (*)

ص 39

(الأقوال السلفية النقية ترد على من قال إن معية الله ذاتية) مطبوعة في (مطابع الخالد للأوفست) الرياض. فتأملوا!! رد الألباني على ذلك: قال الألباني في (شرحه وتعليقة)!! على العقيدة الطحاوية ص (28) ما نصه: (المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه، وإنه بائن من خلقه. بل يصرح بعضهم بأنه موجود بذاته في كل الوجود!) ا ه‍ قلت: فتأملوا الآن كيف يثبت بعضهم لله تعالى معية ذاتية لخلقه وبعضهم ينفيها ويرد على من يقول بها!! فسبحان الله تعالى وبحمده!!

ص 40

 

- 9 -

فصل في

عرض اختلافهم في سماع الأموات ابن القيم يثبت ذلك تبعا لشيخه ابن تيمية والألباني ينفي ذلك

ذكر ابن القيم في كتابه (الروح) في المسألة الأولى منه إن الميت يسمع سلام من يسلم عليه واحتج له بأحاديث منها الحديث الصحيح المشهور الذي فيه: (إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه) (12) ثم قال: (فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته إذا زواروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل

(هامش)

(12) وهو في صحيحي البخاري ومسلم. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

البشارة والإتحاف

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب