حفل مكتب السيد الشيرازي بمناسبة مولد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ(105) سورة الأنبياء
ولد وارث الأرض،الإمام المهدي (عليه السلام، وعجل الله تعالى فرجه الشريف) بسر من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ هجري
أمه (عليه وعليها السلام) مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمها من ولد الحواريين، تنسب إلى شمعون وصي المسيح (عليه السلام)، ولما أُسرت، سمت نفسها نرجس، لئلا يعرفها الشيخ الذي وقعت إليه.
وروي عن حكيمة بنت أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فقال: يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان، فان اللّه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه، قالت فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس، قلت له واللّه جعلني اللّه فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت فجئت فلما سلّمت وجلست، جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت ما هذا يا عمة؟ قالت فقلت لها: يا بنية إن اللّه تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة، قالت: فجلست، واستحت، فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي، فرقدت، فلما إن كان في جوف الليل قمتُ إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلّت، قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) من المجلس، فقال: لا تعجلي يا عمة فان الأمر قد قرب، قالت فقرأت، الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة، فوثبت إليها، فقلتُ: اسم اللّه عليك، ثم قلت لها: تحسين شيئاً؟ قالت نعم يا عمة، فقلت لها اجمعي نفسك، واجمعي قلبك، فهو ما قلت لك، قالت حكيمة، ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيدي، فكشفت الثوب عنه فإذا إنا به (عليه السلام) ساجداً يتلقى الأرض بمساجده، فضممته إلي فإذا أنا به نظيف منظف، فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) هلمّي إلي ابني يا عمة، فجئت به إليه، فوضع يديه تحت اليتيه وظهره، ووضع قدميه على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال تكلم يا بني، فقال: اشهد إن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له واشهد إن محمداً (صلى اللّه عليه وآله وسلم) رسول اللّه، ثم صلّى على أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى الأئمة إلى إن وقف على أبيه ثم أحجم، قال أبو محمد (عليه السلام) يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها، وائتيني به فذهبت به فسلم عليها ورددته ووضعته في المجلس، ثم قال يا عمة: إذا كان يوم السابع فأتينا، قالت حكيمة ، فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (عليه السلام) فكشفت الستر لأفتقد سيدي، فلم أره، فقلت له جعلت فداك، ما فعل سيدي، فقال يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى (عليه السلام)، قالت حكيمة فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست، فقال هلمي إلي ابني، فجئت بسيدي في الخرقة، ففعل به كفعلته الأولى، ثمن أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبناً أو عسلاً، ثم قال تكلم يا بني، فقال: اشهد أن لا إله إلا اللّه وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (عليه السلام)، ثم تلا هذه الآية (بسم اللّه الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).
وبهذه المناسبة؛ مولد وارث الأرض الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، أقام مكتب سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) في مدينة السيدة زينب عليها السلام حفلا بهيجا عطرا بهذه المناسبة العظيمة،مفتتحين الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم من ثم مجموعة من الأناشيد والأهازيج أنشدها الشبل مالك الأشتر والرادود الكريم حسن أبو غنيم ومن ثم ألقى الشيخ مصطفى النصراوي شعراً عطرا في صاحب المناسبة؛ الإمام المهدي وكلمة الختام كانت من الأستاذ السيد رياض احمد الحسين والتي كانت من وحي المناسبة وصاحبها عليه السلام ،وفي الختام تم توزيع الجوائز على الفائزين في أجواء من الفرح والسرور.