كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر

الصفحة السابقة الصفحة التالية

كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 243

ابنه، إنه وصي ووارثي وعيبة علمي ومعدن العلم (1) وباقر العلم. قلت: يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف يختلف إليه خلاص (2) شيعتي ويبقر العلم عليهم بقرا. قال: ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له إلى السوق، فلما جاء محمد قلت: يا ابن رسول الله هلا (3) أوصيت أكبر أولادك؟ فقال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا وجدنا (4) مكتوبا في اللوح والصحيفة. قلت: يا ابن رسول الله فكم عهد إليكم نبيكم (5) أن تكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر أسامي (6) مكتوبة بإمامتهم وأسامي آبائهم وأمهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي (7).

(هامش)

(1) في ط معدن الحلم . (2) في ط ملاء من شيعتي . (3) في ط هذا أوصيت إليه أكبر أولادك . (4) في ط، ن وجدناه . (5) في ن بينكم . (6) في ط أساميا . (7) في ن فهم المهدي صلوات الله عليهم . (*)

ص 244

باب (ما جاء عن الباقر محمد بن علي عليهما السلام ما يوافق) (هذه الأخبار ونصه على ابنه عليه السلام)

 

أخبرنا المعافا بن زكريا، قال حدثنا محمد بن مزيد (1) بن الأزهر البوشنجي النحوي، قال حدثني محمد بن مالك بن الأبرد القصير، قال حدثني محمد بن فضيل، قال حدثني غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي (2) عليهما السلام قال: إن الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدد (3) نقباء بني إسرائيل وكانوا اثني عشر، الفائز من والاهم والهالك من عاداهم، ولقد حدثني أبي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري

(هامش)

(1) في ط، ن يزيد . (2) في ط، ن، م الباقر . (3) في ن، ط، م كعدد . (*)

ص 245

بي إلى السماء نظرت فإذا (1) على ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ورأيت مكتوبا (2) في مواضع عليا وعليا وعليا ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحسين والحجة، فعددتهم فإذا هم اثنا عشر. قلت ف: يا رب من هؤلاء الذين أراهم؟ قال: يا محمد هذا نور وصيك وسبطيك، وهذه أنوار الأئمة من ذريتهم، بهم أثيب وبهم أعاقب. حدثنا (3) محمد بن عبد الله (4) الشيباني رحمه الله، قال حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر الحسني (5)، قال حدثنا أحمد بن عبد المنعم (6) الصيداوي، قال حدثنا المفضل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: سألته عن الأئمة قال: والله لعهد عهده إلينا رسول الله (7) صلى الله عليه وآله

(هامش)

(1) في ن فإذن . (2) ليس مكتوبا في م. (3) في ن، ط، م أخبرنا . (4) في م عبيد الله أقول: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله أبو المفضل الشيباني. (5) في ط، ن، م الحسيني . (6) في ن عبد المؤمن . (7) ليس رسول الله في ن، م. (*)

ص 246

وسلم إن الأئمة بعده اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنا المهدي الذي يقيم بالدين (1) في آخر الزمان، من أحبنا حشر من حفرته معنا، ومن أبغضنا أو ردنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلى النار، وقد خاب من افترى. وعنه قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر (2) الحسن العلوي، قال حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي، قال حدثنا عمرو بن شمر الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: قلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قوما يقولون: إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين (3) والحسين قال: كذبوا والله، أولم يسمعوا الله تعالى ذكره يقول وجعلها كلمة باقية في عقبه (4)، فهل جعلها إلا في عقب الحسين. ثم قال: يا جابر إن الأئمة هم الذين نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإمامة، وهم الأئمة الذين قال رسول الله ص : لما أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق (5) العرش بالنور اثنا عشر اسما (6)، منهم

(هامش)

(1) في ن، ط، م يقيم الدين . (2) في ط، ن، م بن الحسن العلوي . (3

) في ط، ن، م في عقب الحسن والحسين وكذا في هامش المتن. (4) الزخرف: 28. (5) في ن إلى ساق . (6) سقط اسما في ط. (*)

ص 247

علي وسبطاه وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم، فهذه الأئمة من أهل بيت الصفوة (1) والطهارة، والله ما يدعيه أحد غيرنا إلا حشره الله تعالى مع إبليس وجنوده. ثم تنفس عليه السلام (2) وقال: لادعى الله (3) هذه الأمة فإنها لم ترع حق نبيها، أما والله لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في الله تعالى اثنان، ثم أنشأ عليه السلام يقول: إن اليهود لحبهم لنبيهم * أمنوا بوائق حادثات (4) الأمان والمؤمنون لحب (5) آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران قلت: يا سيدي أليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم. قلت: فلم قعدتم عن حقكم ودعواكم؟ وقد قال الله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم (6) قال: فما بال أمير المؤمنين عليه السلام قعد عن حقه حيث لم يجد ناصرا، أو لم تسمع الله تعالى يقول في قصة لوط قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (7) ويقول

(هامش)

(1) في ن النبوة بدل الصفوة . (2) في ط: الصعدا. (3) في ط، ن، م لارعى الله حق . (4) في ن، ط، م حادث الأزمان . (5) في ن، ط، م بحب . (6) الحج: 78. (7) هود: 80. (*)

ص 248

في حكاية عن نوح فدعا ربه أني مغلوب فانتصر (1) ويقول في قصة موسى رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين (2) فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر، يا جابر مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى ولا يأتي. حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي، قال حدثنا عبد الله (3) بن أحمد بن نهيل (4)، قال حدثني محمد ابن أبي عمير، عن الحسين (5) بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن الكميت، عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها. فقال: إنها أيام البيض. قلت: فهو فيكم خاصة. قال: هات، فأنشأت أقول: أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف (6) وألوان لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن (7) أكفان

(هامش)

(1) القمر: 10. (2) المائدة: 25. (3) في ط، ن، م عبيد الله . (4) في ن، ط، م: نهيك. (5) في ن، ط، م الحسن . (6) في ن حرف . (7) في م دهن بالدال. (*) / ة

صفح 249 / فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء، فلما بلغت إلى قولي: وستة لا سحارى (1) بهم * بنو عقيل خير فتيان (2) ثم علي الخير مولاكم (3)* ذكرهم هيج أحزاني فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج (4) من عينيه ماء ولو قدر (5) مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك (6) حجابا بينه وبين النار، فلما بلغت إلى قولي (7): من كان مسرورا بما مسكم * أو شامتا يوما من الآن فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلما بلغت إلى قولي: متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني قال سريعا إن شاء الله سريعا، ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا

(هامش)

(1) في ن، ط لا يتجارى وفي م لا يتجارا . (2) في ن، م، ط فرسان . (3) في ن، ط، م مولاهم . (4) في م يخرج . (5) ليس قدر في م. (6) في ن، ط، م ذلك الدمع . (7) في ط إلى قول . (*)

ص 250

هو التاسع من ولد الحسين، لأن الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر (1) وهو القائم. قلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده الحسن والحسين، وبعد الحسين علي بن الحسين، وأنا، ثم بعدي هذا ووضع يده على كتف جعفر. قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى، وبعد موسى ابنه علي، وبعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا. قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة. حدثنا علي بن الحسين (2)، قال حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال حدثني أحمد بن هودة (3) بن أبي هراسة أبو سليمان الباهلي، قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر النهاوندي [الأحمري (4) بنهاوند] قال حدثني عبد الله بن حماد الأنصاري، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، قال: دخلت على مولاي الباقر عليه

(هامش)

(1) في ن، ط، م الثاني عشر هو القائم . (2) في ط، ن، م: الحسن. (3) في ط هود . (4) ما بين القوسين ليس في ط. (*)

ص 251

السلام وعنده أناس من أصحابه (1) ذكر الإسلام فقلت (2): يا سيدي فأي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المؤمنين (3) من لسانه ويده. قلت: فما أفضل (4) الأخلاق؟ قال: الصبر والسماحة. قلت: فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا. قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عفر (5) جواده وأهريق دمه. قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: إن تهجر ما حرم الله عز وجل عليك. قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان؟ قال: لا أرى لك (6) ذلك. قلت: فإني (7) ربما سافرت الشام فأدخل على إبراهيم بن الوليد. قال: يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت، وقلة الرضا بما قسم الله. قلت: يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة (8) وأتجر

(هامش)

(1) في ط، ن، م فجرى ذكر . (2) في ط، ن، م قلت . (3) في ط، ن، م مؤمنون . (4) في ن، ط، م فأي الأخلاق أفضل . (5) في ط، ن، م: من عقر. (6) ليس لك في ط. (7) في ن إنما ربما وفي ط، م إني ربما . (8) العيلة بالفتح: الفقر وهي مصدر عال يعيل من باب سار فهو عائل والجمع عالة وهو في تقدير فعلة مثل كافر وكفره. المصباح. (*)

ص 252

إلى ذلك المكان لجر المنفعة، فما ترى في ذلك؟ قال: يا عبد الله إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة. قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسره أراكم مقتلين مشردين خائفين، وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول: يخرج (1) اليوم أو غدا. قال: يا عبد الغفار إن قائمنا عليه السلام هو السابع من ولدي، وليس هو (2) أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، والتاسع قائمهم، يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلا كما (3) ملئت جورا وظلما. قلت: فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله، ولقد ألت

س عظيما يا عبد الغفار، وإنك لأهل الإجابة. ثم قال عليه السلام:

(هامش)

(1) في ط: اخرج. (2) في هامش المتن: هذا. (3) في ط، ن، م: بعد ما. (*)

ص 253

ألا إن مفاتيح (1) العلم السؤال، وأنشأ يقول: شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا هارون بن موسى، قال حدثني علي بن محمد بن مخلد، قال حدثني [علي (2) بن] الحسن ابن علي بن بزيع، قال حدثني يحيى بن الحسن بن فرات، قال حدثني علي بن هاشم بن البريد (3)، عن محمد بن مسلم، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام إذ دخل جعفر ابنه وعلى رأسه ذؤابة وفي يده عصاء يلعب بها، فأخذه الباقر عليه السلام وضمه إليه ضما ثم قال: بأبي أنت وأمي لا تلهو ولا تلعب. ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتد به واقتبس من علمه، والله إنه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن شيعته منصورون في الدنيا والآخرة وأعداءه ملعونون [في (4) الدنيا والآخرة] على لسان كل نبي. فضحك جعفر عليه السلام واحمر وجهه، فالتفت إلي (5) أبو جعفر وقال لي: سله. قلت له:

(هامش)

(1) في ن، ط، الهامش، م: مفتاح. (2) ليس علي بن في ط، ن، م. (3) في ط بريد . (4) ما بين القوسين ليس في ن، ط، م. (5) في ط إليه . (*)

ص 254

يا ابن رسول الله من أين الضحك؟ قال: يا محمد العقل من (1) القلب والحزن من الكبد والنفس من الرية والضحك من الطحال، فقمت وقبلت رأسه. أخبرنا علي بن الحسين (2) الرازي، قال حدثنا محمد بن القاسم المحاربي، قال حدثني جعفر بن الحسين بن علي المغالي (3)، قال حدثني عبد الوهاب بن همام (4) الحميري، قال حدثني أبي همام ابن نافع، قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام لأصحابه يوما: إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه (5) الإمام بعدي، وأشار إلى ابنه جعفر عليه السلام.

(هامش)

(1) في ن الفعل . (2) في ن، ط، م الحسن . (3) في ن، م: المغاني وفي ط بن المعافى وليس فيها علي . (4) في ط حمام . (5) في ط، ن، م فهو الإمام والخليفة بعدي وليس وأشار إلى ابنه جعفر عليه السلام في النسخ الثلاث. (*)

ص 255

باب (ما جاء عن جعفر بن محمد عليهما السلام مما يوافق) (هذه الأخبار ونصه على ابنه موسى عليه السلام)

 

حدثنا علي بن الحسين، قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال حدثني محمد بن همام، قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثني عمر بن علي العبدي الرقي (1)، عن داود بن كثير (2)، عن يونس بن ظبيان، قال: دخلت على الصادق (3) عليه السلام فقلت: يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم يقول: إن الله له (4) وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان،

(هامش)

(1) ليس الرقي في ط، ن، م. (2) في ط، ن، م بعد كثير الرقي . (3) في ط، ن بعد الصادق جعفر بن محمد . (4) ليس له في ن، ط، م. (*)

ص 256

واحتجوا بذلك (1) قول الله تعالى بيدي استكبرت (2) وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله؟ قال: فكان (3) متكأ فاستوى جالسا وقال: اللهم عفوك عفوك. ثم قال: يا يونس (4) من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه (5)، وقوله خلقت بيدي استكبرت فاليد القدرة كقوله وأيدكم بنصره ، فمن زعم أن الله في شيء أو على شيء أو تحول (6) من شيء إلى شيء أو يخلو منه شيء أو يشغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كل شيء لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان، قريب في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة [فهو من (7) الموحدين، ومن أحبه بغير هذه الصفة]

(هامش)

(1) في ط، ن، م: لذلك. (2) ص: 75. (3) في م وكان . (4) في م: أيونس. (5) في ن، ط، م: وأولياؤه. (6) في ن، ط، م أو يحول . (7) ما بين القوسين سقط عن ط. (*)

ص 257

فالله منه برئ ونحن منه براء. ثم قال عليه السلام: إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة (1) حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به وأسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلا (2) صار من أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة. فإذا عمل به ما (3) في القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة (4) جعل شهوته ومحبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل منزلة الكبرى فعاين (5) ربه في قلبه وورث الحكمة بغير ما ورثه (6) الحكماء (7) ورثوا الحكمة بالصمت، وأن العلماء ورثوا العلم بالطلب، وأن الصديقين ورثوا الصدق

(هامش)

(1) في ن، م بالفكر . (2) في ط، م فإذا نزل اللطف وفي ن فإذا نزل منزلة اللطف . (3) ليس به ما في ط، ن، م. (4) في ن، ط، م: صار يتقلب - في م: ينقلب - في فكر ولطف بحكمة - في ط م: بلطف وحكمة - وبيان فإذا بلغ هذه المنزلة. (5) في ط تعاين . (6) في ط: ورث. (7) في ط، ن، م: وورث العلم بغير ما ورثه العلماء وورث الصدق بغير  ما ورثه الصديقون ان الحكماء. (*)

ص 258

بالخشوع وطول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة (1) إما أن يسفل وإما أن يرفع، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع (2) إذا لم يرع حق الله (3) ولم يعمل بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته فلم يحبه (4) حق محبته، فلا يغرنك (5) صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فإنهم حمر مستنفرة (6). ثم قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثنا وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب. فقلت: يا ابن رسول الله وكل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي وفاطمة عليهما السلام؟ فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر. قلت: سهم لي يا ابن رسول الله؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده الحسن والحسين، وبعده علي بن الحسين، ومحمد (7) بن علي، ثم أنا، وبعدي موسى ولدي، وبعد موسى علي ابنه، وبعد علي محمد، وبعد محمد علي، وبعد علي الحسن، وبعد الحسن

(هامش)

(1) في ن، م: بهذه المسيرة. (2) في ط ولم يرفع . (3) في ن، م خلق الله . (4) في ن، ط، م ولم يحبه . (5) في ط، م فلا تغرنك . (6) إشارة إلى الآية 50 من المدثر. (7) في ن، ط، م وبعده محمد بن علي الباقر . (*)

ص 259

الحجة، اصطفانا (1) الله وطهرنا وأوتينا ما لم يؤت أحدا (2) من العالمين. ثم قلت: يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد (3) دخل عليك بالأمس (4) فسألك عما سألك (5) فأجبته بخلاف هذا. فقال: يا يونس كل امرء وما يحتمله ولكل وقت حديثه (6)، وإنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله. والسلام. قال أبو محمد وحدثني أبو العباس بن عقدة، قال حدثني (7) الحميري، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسين (8)، عن ابن أخت شعيب العقرقوفي (9)، عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل إليه (10) يونس فسأله - وذكر الحديث إلا أنه (11) يقول

(هامش)

(1) في ن اصطفينا . (2) في ن، م أحد . (3) في ن سعيد . (4) في ن بالانس وهو تصحيف وغلط. (5) في ن، ط، م عما سألتك . (6) في ط جريته . (7) في ط، ن، م حدثنا . (8) في ن، ط، م الحسن . (9) في ط العقرقوني . (10) في ن عليه . (11) في ن على أنه . (*)

ص 260

في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذين (1) قال الله عز وجل فاسئلوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون (2). حدثنا الحسين بن علي، قال حدثنا هارون بن موسى، قال (3) محمد  بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب ابن يزيد [عن (4) محمد] بن أبي عمير، عن هشام قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه معاوية بن (5) وهب وعبد الملك بن أعين، فقال له معاوية بن وهب: يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه على أي صورة رآه؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين (6) يرون ربهم في الجنة على أي صورة يرونه. فتبسم عليه السلام ثم قال: يا فلان ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه لا يعرف (7) الله حق

(هامش)

(1) في ن، ط، م الذي . (2) النحل: 43. (3) في ط، ن قال: أخبرنا. (4) سقط عن محمد في ط. (5) سقط بن في ن. (6) في م أن المؤمنون . (7) في م ثم لا يعرفه . (*)

ص 261

معرفته. ثم قال عليه السلام: يا معاوية إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لم ير ربه تبارك وتعالى بمشاهدة العيان، وأن الرؤية على وجهين: رؤية القلب ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شبه الله بخلقه فقد كفر. ولقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين (1) بن علي عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له: يا أخا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره؟ لم يره (2) العيون بمشاهدة العيان (3) ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كان (4) من حاز (4) عليه البصر والرؤية فهو مخلوق، ولا بد للمخلوق من الخالق، فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا، ويلهم أو لم يسمعوا يقول الله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (5) وقوله لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه

(هامش)

(1) في ن، م عن الحسن بن علي . (2) في ن، ط، م لم تره . (3) ليس العيان في ن. (4) في ط جاز في م فإن كل من حاز . (5) الأنعام: 10. (*)

ص 262

فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا (1)، وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط، فدكدكت الأرض وصعقت الجبال، فخر موسى صعقا أي ميتا، فلما أفاق ورد عليه روحه قال: سبحانك تبت إليك من قول من زعم أنك ترى ورجعت إلى معرفتي بك أن الأبصار لا يدركك، وأنا أول المؤمنين وأول المقرين بأنك ترى (2) ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى. ثم قال عليه السلام: إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الرب والإقرار له بالعبودية، وحد المعرفة أنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له (3)، وأنه (4) يعرف أنه قديم مثبت بوجود (5) غير فقيد (6) موصوف من غير شبيه ولا مبطل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وبعده معرفة الرسول والشهادة له (7) بالنبوة، وأدنى معرفة الرسول الاقرار به (8) بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي

(هامش)

(1) الأعراف: 143. (2) في ن لا ترى ولا ترى . (3) ليس له في ن، م. (4) في ن، ط، م أن وفي ن تعرف . (5) في ن، ط، م موجود . (6) في ط غير مقيد . (7) ليس له في ن، ط، م. (8) ليس به في ن، ط، م. (*)

ص 263

فذلك عن الله عز وجل. وبعده معرفة الإمام الذي به يأتم (1) بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه، وإن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله، ويعلم (2) أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب ثم (3) الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم من (4) بعدي موسى ابني ثم من (5) بعده ولده علي وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسن. ثم (6) قال: يا معاوية جعلت لك في هذا (7) أصلا فاعمل عليه، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوء الأحوال، فلا يغرنك قول من زعم (8) أن الله تعالى يرى بالبصر. قال: وقد قالوا أعجب

(هامش)

(1) في ن، م تأتم . (2) في ن، م وتعلم . (3) في ن، ط، م وبعده . (4) ليس من في ط، ن، م. (5) في ن، ط، م وبعده على ابنه وفي ط أيضا وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه . (6) ليس ثم في ط. (7) في ط، ن، م أصلا في هذا . (8) في م يزعم . (*)

ص 264

من هذا، أو لم ينسبوا آدم عليه السلام إلى المكروه؟ أولم ينسبوا إبراهيم عليه السلام إلى ما نسبوه؟ أولم ينسبوا داود عليه السلام إلى ما نسبوه من القتل من حديث الطير؟ أولم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا؟ أولم ينسبوا موسى عليه السلام إلى ما نسبوه (1)؟ أولم ينسبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما نسبوه من حديث زيد؟ أولم ينسبوا علي بن أبي طالب عليه السلام إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا على أعقابهم، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال حدثنا محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة، قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا (2) متكئا على عصاه، فسلم فرد أبو عبد الله عليه السلام الجواب، ثم قال: يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها، فأعطاه يده فقبلها ثم بكى، فقال

(هامش)

(1) في ط، ن، م من القتل . (2) في ط قد انتحى، قال في المصباح: انتحى في سيره اعتمد على الجانب الأيسر وأنحى انحاءا مثله هذا هو الأصل ثم صار الانتحاء الاعتماد والميل في كل وجه. وقال فيه أيضا: حنت المرأة على ولدها تحنى وتحنو حنوا عطفت وأشفقت فلم تتزوج بعد أبيهم وحنيت العود احنيه حنيا وحنوته احنوه حنوا: ثنيته ويقال للرجل إذا انحنى من الكبر: حناه الدهر. (*)

ص 265

أبو عبد الله عليه السلام: ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جعلت فداك (1) أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة (2)، وقد كبرت سني ودق (3) عظمي واقترب أجلي ولا أرى (4) ما أحب أراكم معتلين (5) مشردين وأرى عدوكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي، فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثم قال: يا شيخ إن (6) أبقاك الله حتى تر قائمنا كنت معنا في السنام (7) الأعلى، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ثقله فقال (8) عليه السلام: إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر. قال: يا شيخ إن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج

(هامش)

(1) في ط، ن، م: يا ابن رسول الله. (2) في ن وهذا السنة . (3) في ط، م ورق . (4) في ط وأرى فيكم ما لا أحب . (5) في ط، ن، م مقتلين وفي م مستردين . (6) في ن، ط، م إن الله أبقاك حتى ترى . (7) في السنام الأعلى أي في الدرجة العليا. (8) في ط قد قال عليه السلام وفي ن، م فقد قال عليه السلام . (*)

ص 266

من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى عليه السلام - وهذا خرج من صلبي، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون. فقال الشيخ: يا سيدي بعضكم (1) أفضل من بعض؟ قال: لا نحن في الفضل سواء، ولكن بعضنا أعلم من بعض. ثم قال: يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت، ألا وإن (2) شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته، هناك يثبت على هداه المخلصين، اللهم أعنهم على ذلك. أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة ابن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق عليه السلام قال: الأئمة اثنا عشر. قلت: يا ابن رسول الله فسمهم لي؟ قال: من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا. قلت: فمن بعدك يا ابن رسول الله؟ قال: إني قد أوصيت إلى ولدي موسى وهو الإمام بعدي.

(هامش)

(1) في ن بغضكم أفضل من بغضكم بالغين وهو غلط فاحش بل أفحش. (2) ليس و في ط، ن، م. (*)

ص 267

قلت: فمن بعد موسى؟ قال: علي ابنه يدعى بالرضا (1) يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي الحسن ابنه والمهدي من ولد الحسن. ثم قال عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إن قائمنا إذا خرج يجتمع (2) إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، فإذا كان (3) وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله.

(هامش)

(1) في ط، ن الرضا في م الرضى . (2) في ط، ن، م يجمع . (3) في ن، ط، م حان بدل كان. (*)

ص 268

باب (ما جاء عن موسى بن جعفر عليه السلام ما يوافق) (هذه الأخبار ونصه على ابنه علي (1) الرضا عليه السلام)

 

حدثنا علي بن محمد السندي، عن محمد بن الحسن (2)، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها، يا بني لأنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة (3) حتى يرجع عن هذا الأمر من كان

(هامش)

(1) في م: علي بن موسى عليهم السلام. (2) في ن، ط، م: الحسين. (3) في غيبة الشيخ: من غيبة يغيبها. (*)

ص 269

يقول به، إنما هي محنة (1) من الله عز وجل امتحن الله بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه. فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تفتشوا (2) فسوف كوه تدر (3). حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة، عن عمه الحسن بن حمزة، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن صالح السندي (4)، عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت (5): يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ قال: أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون. ثم قال عليه السلام: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا (6) في غيبة قائمنا الثابتين

(هامش)

(1) في ط محبة وفي غيبة الشيخ يا بني إنما هي محنة . (2) في م، ط، ن، غيبة الشيخ، أعلام الورى: إن تعيشوا، وليس في غيبة الشيخ فسوف . (3) غيبة الشيخ ص 104 وأعلام الورى: ص 433 وغيبة النعماني: ص 78. (4) في ن، ط، م: بن السندي. (5) في م: فقلت له. (6) في ن، ط، م، أعلام الورى بحبلنا . (*)

ص 270

على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة فرضينا (1) بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا (2) يوم القيامة (3). وعنه عن عمه، عن عمه (4)، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عز وجل وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب. قال: فقلت له: فيكون في الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره هو (5) الثاني عشر منا يسهل الله تعالى له كل عسر (6) ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب عليه كل بعيد ويذل (7) به كل جبار عنيد عنده (8) ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن

(هامش)

(1) في م ورضينا . (2) في ط في درجاتنا . (3) أعلام الورى: ص 433. (4) في ط، ن عن عمه مرة واحدة. (5) في م: وهو. (6) في ن، م: كل عسير. (7) في ن، م ويبير وفي ط ويتبر . (8) ليس عنده في ن، ط، م. (*)

ص 271

سيدة الإماء التي (1) يخفى على الناس ولادته ولا يحل (2) لهم تسميته حتى يظهره  الله فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا محمد بن علي الدقاق، عن محمد بن الحسين (3)، عن سعيد (4) بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: كنت أنا وهشام بن حكم (5) وعلي بن يقطين [ببغداد (6) فقال علي بن يقطين: كنت] عند أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي، أما إني قد نحلته كنيتي. فضرب هشام (7) براحته جبهته (8) ثم قال: ويحك كيف قلت؟ قال علي بن يقطين: سمعته والله يقول كما قلت لك. فقال هشام: أخبرك والله أن الأمر فيه (9)

(هامش)

(1) في ن، ط، م الذي . (2) في ط ولا تحل . (3) في ط، ن، م: الحسن. (4) في ن، ط، م: سعد. (5) في ن، ط، م: الحكم. (6) ما بين القوسين ليس في ن. (7) في ن، ط، م: هشام بن الحكم. (8) ليس جبهته في ط. (9) في ط، ن، م: من بعده. (*)

ص 272

بعده (1). وبهذا الإسناد عن سعد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن زكريا (2)، عن زكريا بن آدم، عن علي بن عبد الله قال: كنا عند القبر نحو من سبعين (3) رجلا منا ومن موالينا إذ أقبل أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام إلينا (4) ويد علي ابنه في يده، فوقف علينا وقال: أتدرون من أنا؟ فقلنا: أنت سيدنا وكبيرنا. قال عليه السلام: سموني وانسبوني. فقلنا: أنت فلان بن فلان. فقال: من هذا؟ قلنا: علي بن موسى بن جعفر. فقال: اشهدوا أنه وكيلي في حياتي ووصيي بعد موتي (5). أخبرنا أبو المفضل، قال حدثنا علي بن الحسين، عن سعد (6)، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن داود

(هامش)

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 21. (2) في ن، ط، م: عيسى بدل زكريا وفي العيون سند الرواية هكذا: حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد بن الحجال قال حدثنا سعد بن زكريا بن آدم عن علي ابن عبد الله الهاشمي. (3) في العيون: ستين. (4) في ط، ن، م: علينا. (5) العيون 1 / 26. (6) في ن، م والعيون: عن سعد بن عبد الله عن أحمد... وفي ط عن سعد بن أحمد بن.. وفي العيون بعد عيسى: عن عبد الله بن محمد بن الحجال قال حدثنا محمد بن سنان عن داود الرقي. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب